أحداث في الميزان: تعثر أميركا حتى الآن في فرض حلها السياسي .. دافع إضافي لإكمال الثورة وتصحيح مسارها
#الحدث:
خارجيًا/ انتهاء الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف دون نتائج تذكر، ما يؤكد فشلها كسابقاتها، وتصريحات المشاركين تؤكد ذلك، ومنهم المبعوث الأممي غير بيدرسون.
داخليًا/ محاولة إظهار إدلب بحلة جديدة يتقبلها المجتمع الدولي، من قبل المنظومة الفصائلية وحكومتها المنبثقة عنها.
#الميزان:
بعد أن كادت سوريا تخرج عن نفوذ أمريكا وسيطرة عميلها أسد، بثورة مباركة صدّعت رأس أميركا وشيبت رأس رئيسها السابق أوباما، صرحت أميركا أن ما يحدث في سوريا هو “مشكلة”، وقدمت له حلًا سياسيًا مبنياً على أساس القرار الأممي 2254، واعتبرتها أزمة لا بد من إنهائها، وسخّرت لذلك إجرام إيران وحماقة روسيا وخداع تركيا وفصائل مرتبطة لا يعصي قادتها للداعمين أمراً. مع روافد تمهيدية للحل السياسي كاجتماعات أستانا وسوتشي وأخواتهما، واللجنة الدستورية وما تعمل له من صياغة دستور علماني خالص يعلنها حرباً صفيقةً سافرة على أحكام الشريعة.
ورغم كل مكر أميركا وسيطرتها على معظم مفاصل القوة والتأثير والأحداث في سوريا، ورغم كل محاولاتها لتسريع خطوات حلها المزعوم ومحاولتها لتذليل العقبات التي تحول دون إنجازه، إلا أن الواقع وتصريحات بعض المجرمين المحسوبين على النظام والمعارضة ومعهم ساسة أميركيون، يؤكدان أنه حتى الآن لا حل على المدى المنظور، وأن ما تصنعه أمريكا حتى الآن هو إدارة للأزمة وليس حلاً لها. وها هو المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، متحدثا في المؤتمر السنوي للمانحين السوريين بروكسل-6، يصرح أن “الحل السياسي للأزمة في سوريا لا يزال بعيد المنال”، واستطرد قائلاً: “اسمحوا لي أن أكون صريحاً.. نحن بعيدون عن حل سياسي”.
ويواكب مكرَ أعدائنا السياسي خارجياً مكرٌ مكمل له داخلياً، وهو تضييق المنظومة الفصائلية وحكوماتها المنبثقة على الناس، في أمنهم وأرزاقهم بل وحتى رغيف خبزهم، لتركيع الشعب الذي تجذرت فيه روح الثورة، وتجويعه وقمعه ومحاصرته لعله يتخلى عن كرامته وثوابت ثورته، فيقبل بالتصالح مع النظام المجرم وينسى قضيته وتضحياته ويندم على لحظة خروجه على نظام الطاغية، إذ لا قيمة لحلول أعدائنا ولجانهم ومؤامراتهم ومؤتمراتهم ما لم يقبل بها الشعب طوعاً أو كرهاً.
هذا وقد دأب من توسدوا أمر المحرر في إدلب على إرسال رسائل استرضاء عدة، وعلى عدة صعد، علّ أميركا والغرب ترضى عنهم فتمكن لهم وجودهم و تُبقي لهم تسلطهم على رقاب الناس على أنقاض الدماء والأشلاء والتضحيات. ولهذا صرنا نرى في الآونة الأخيرة التركيز إعلاميًا وعبر وسائل التواصل على إظهار إدلب بحلة جديدة براقة زائفة خادعة، في ساحة الكرة وساحة بركات وكافيه نورث ورويال مول وسلاسل المطاعم والمنشآت، في ظل غياب لأي حس لرعاية شؤون الناس، وفي الوقت الذي لا يبالي أحد بحل مشكلة الغلاء الفاحش المترافق مع ضعف الدخل أو انعدامه، وفي الوقت الذي تتم فيه إدارة مناطق المحرر جميعها وفق الهوى الأمريكي والتوجيه التركي!
طبعاً، هذا مكر أعدائنا ولا يعني أنه منجز وقائم، فهذا سعيهم وما سعيهم إلا في ضلال وبوار قريب بإذن الله.
وإن انسداد أفق الحل بالنسبة لمشروع أمريكا وخطتها لمؤذنٌ ومبشرٌ ببزوغ فجر الفرج والنصر بمشروع الخلافة، الذي لا حل أمام المسلمين ولا خلاص لهم من مصائبهم إلا بتبنيه والعمل له وبه والتضحية من أجله. لعل الله يرضى بذلك عنا فينصرنا سبحانه، وما ذلك على الله بعزيز.
قال تعالى: ( وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ ).
===
لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
أحمد حاج محمد
التعليقات مغلقة.