أحداث في الميزان: خندق خطير يضع أهل الشام في سجن كبير تمهيداً لفرض الحل السياسي الأمريكي عليهم
الحدث:
بأوامر تركية، وتنفيذ قادة المنظومة الفصائلية المرتبطة، حفر خندق على طول خطوط التماس بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة النظام.
الميزان:
بعد سقوط قادة المنظومة الفصائلية في مستنقع الارتباط بالدول الداعمة المتآمرة ومخابراتها، باتت للأسف أداة طيعة لتنفيذ مشاريع الغرب، وأميركا بالتحديد، التي تسخر النظام التركي للمكر بالثورة وربط مفاصل التأثير بها، كي لا تخرج عن السيناريوهات والخطط والحلول التي ترسمها أميركا، وعلى رأسها الحل السياسي والقرار 2254، اللذان يثبتان أركان نظام الإجرام ويهددان بنسف تضحيات أكثر من مليون شهيد. وما حفر الخندق الذي سيفصل المحرر عن مناطق نظام الإجرام إلا خطوة عملية خطيرة من خطوات وأد ثورة الشام وحماية النظام والشروع الفعلي بتنفيذ خطوات الحل السياسي الأمريكي، الذي يتطلب زرع اليأس في نفوس الناس من إمكانية انتصار الثورة وقهر نظام الطاغية، يواكبه، بنفس التوقيت ولنفس الغاية، تضييق ممنهج على الناس، من قبل الحكومات الوظيفية المتسلطة على رقاب الناس، أمنياً واقتصادياً ومعيشياً، لدفع الناس للمزيد من الركوع والخضوع للحلول الاستسلامية المغطاة برداء سياسي أممي خبيث.
إن حفر الخندق يعتبر أحد أخطر أساليب أعدائنا لإنهاء النفس الثوري و للقضاء على التفكير بزلزلة عرش الطاغية، كون تجاوز الخندق عملياً يحتاج إلى إمكانيات دول، عدا عن أثره النفسي السلبي ورسالته السياسية الخطيرة.
وإن لم يدرك ذلك أهل الشام فيتحركوا لرفض وإفشال هذا المشروع وهذه الخطوة الخطيرة التي تنفذها تركيا و المنظومة الفصائلية معها خدمة للأمن القومي التركي و للحل السياسي الأمريكي القاتل، فإننا نسير إلى مزيد من الصعاب والعقبات التي تعزز موقف نظام الإجرام على حساب ثورتنا.
وإن حراك أهل الشام ونبضهم الحر الثائر هو ما يجب أن يقلب الطاولة على المتآمرين. وإن قوة الحاضنة الشعبية وتحركها بوعي وإخلاص، وعلى هدى وبصيرة، خلف قيادة سياسية تحمل مشروع الإسلام ودولته، هو ما يمكنها أن تعيد للثورة ألقها وعنفوانها، وتفجير طاقات أهلها. وإذا ما كان بالفعل هذا خط سيرها، فإن من الطبيعي بإذن الله أن تكون النتائج كبيرة. وكلنا شاهدنا مؤخراً قوة وعنفوان الحراك الجماهيري الشعبي في مدينة الباب وباقي مدن وبلدات الشمال المحرر، وما كان له من تأثير وتأكيد لقوة حراك الأمة وتجذر ثورتها في نفوس أبنائها، رغم كل جهود من يصلون الليل بالنهار لوأد هذه الأنفاس الثورية التي تجدد الأمل وتدعو لضبط البوصلة وتصحيح مسار الثورة من جديد قبل يوم لا ينفع فيه ندم أو نحيب أو بكاء على أطلال ثورة.
فالتحرك المطلوب يجب أن يكون على مستوى الحدث وسمو الهدف وعظم ما تم بذله من تضحيات. فالغاية لاتزال وستبقى بإذن الله إسقاط النظام وإسقاط كل يحول دون سقوطه، وإقامة حكم الإسلام مكانه، بتناغم جهود قيادة سياسية تأتمر بأوامر رب العالمين لا بأوامر الداعمين، مع حاضنة ثورية متوثبة ترنو للخلاص، للمضي قدماً إلى حيث يأمرنا الله، نحو دمشق، لتتويج التضحيات التي لا يكافئها إلا دولة تعزنا بالإسلام وحكمه وعدله ولو كره أعداء الله أجمعون، وما ذلك على الله بعزيز.
===
لإذاعة المكب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
عبد الرزاق مصري
التعليقات مغلقة.